ثمّ كتب إلى عبد الواحد بن بشر النضري في الطائف أن يتولى المدينة ويعذّبه حتّى يُسمعه ضربه! ويأخذ عبدَ الرحمان بأربعين ألف دينار! ففعل ذلك فرأوا عبد الرحمان وقد علّق بعنقه خرقة صوف يسأل الناس أن يعينوه (١).
خروج ابن المهلّب وقمعه :
مرّ الخبر أن يزيد بن المهلب الأزدي والي خراسان كان قد كتب إلى سليمان بن عبد الملك بوجود أموال ثقال عنده ، فلمّا مات سليمان وولِي عمر بن عبد العزيز رأى ذلك الكتاب ، فطلبه إليه وطالبه بها وأنكرها فحبسه. فلمّا مات عمر في رجب سنة (١٠١ ه) هرب يزيد من السجن وصار بأنصاره إلى البصرة ، وعليها عديّ بن أرطاة الفزاري ، وكان قد بلغه هروب ابن المهلّب من سجن دمشق فأخذ عديّ إخوة ابن المهلّب وسجنهم ، فلمّا وصل إلى البصرة طلب من عديّ تخليتهم فأبى.
وبذل ابن المهلّب من الأموال العظيمة لديه فاجتمع حوله جمع عظيم وكثر أتباعه.
وكتب يزيد بن عبد الملك إلى عديّ بن أرطاة يأمره بأخذ يزيد بن المهلّب ، فحاربه في شهر رمضان في داخل البصرة. وسار ابن المهلّب إلى عديّ فقبض عليه وسجنه ، وغلب على البصرة والأهواز وفارس وكرمان ، وخلع يزيد بن عبد الملك ، وحمل معه ابن أرطاة الفزاري أسيراً في الحديد ومعه جماعة إلى واسط فحبسهم بها.
فندب يزيدُ لقتال ابن المهلّب أخاه مَسلمة بن عبد الملك وابنَ أخيه العباسَ بن الوليد بن عبد الملك في جيش كثيف. وخرج يزيد بن المهلّب
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٢ ـ ٣١٣.