إلى ثمانية أشهر! وانقضت وخسر هنالك المبطلون ؛ وزار الرضا عليهالسلام من أهل الكوفة في العمرة محمّد بن الفضيل الصيرفي فسأله الرضا عليهالسلام عنهم فقال له : جعلت فداك ، إني خلّفت ابن أبي حمزة وابن أبي سعيد وابن مهران من أشدّ أهل الدنيا عداوة لله تعالى! ثمّ قال الإمام في علي البطايني : أما استبان لكم كذبه؟! أليس هو الذي قال : إنّ أبا الحسن عليهالسلام يعود إلى ثمانية أشهر؟!
وكأنّ دعاء الإمام على الحسين بن أبي سعيد بلغهم في الحسين بن مهران البغدادي ، فقال محمد : جعلت فداك ، إنّا نروي أنّك قلت لابن مهران : أذهب الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك! فقال عليهالسلام : فكيف حاله؟ قال : سيدي أشدّ حال! هم مكروبون ببغداد ، ولم يقدر الحسين أن يخرج للعمرة. فسكت عليهالسلام (١).
وأجاب الإمام عن شبهاتهم :
مرّ الخبر عن شبهات الواقفة ، فمنها : ما مرّ آنفاً من جوابه عليهالسلام لمحاجّة ابن المكاري بتمثيله بوعد الله لعمران بعيسى عليهالسلام إذ كان بواسطة لا مباشرة.
ومنه ما أسنده الكشي عن داود بن كثير الرقّي الشامي أنّه إنّما كان يتلجلج في صدره الشك في أمر إمامة الرضا عليهالسلام من حديث سمعه من ذُريح المحاربي قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليهالسلام قال : سابعنا قائمنا إن شاء الله! فرحل إلى الرضا عليهالسلام ودخل عليه وعرضه عليه فقال : صدقت وصدق ذُريح وصدق أبو جعفر عليهالسلام ثمّ قال : يا داود بن أبي خالد! أما والله لولا أن موسى قال للعالم : (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِراً (٢)) ما سأله عن شيء! كذلك أبو جعفر لولا أن قال : إن شاء الله ، لكان كما قال.
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤٠٥ ، الحديث ٧٦٠ ، وانظر نظيره في الغيبة : ٦٩ ، الحديث ٧٤.
(٢) الكهف : ٦٩.