فلمّا وصل الكتاب إلى محمّد بن سليمان وقّع بإنفاذه (١) في آل أبي بكرة ، فعرضهم الحكَم بن سمرقند ، فأقرّوا بالولاء ، إلّاثلاثة نفر فاصطفيت أموالهم (٢) إلّافي الغائبين منهم (٣) ورشوهم آل زياد فتركوهم (٤)!
وفتحوا باربَد وأفنوهم! :
في سنة (١٦٠ ه) تطوع نحو ألفين من أهل البصرة مع عبد الملك بن شهاب المسمعي لغزو الهند في البحر ، فتوجّه مع المتطوّعة معه في مراكبهم إلى بَلد باربَد من الهند ، وبعد وصولهم بيوم نهضوا إليهم ، وهم وثنيّون يعبدون وثناً لهم يُدعى بَدّ ، فناهضوهم ، فأقاموا عليها يومين ونصبوا عليها المنجنيقات حتّى دخلت خيلهم عليهم من كل ناحية حتّى ألجؤوهم إلى معبدهم ، فأشعلوا فيها النيران بالنفط (محمولاً معهم من البصرة) فاحترق منهم من احترق حتّى قتلوا جميعاً! وغنموا فيئهم وسبوا سبيهم. وأقاموا إلى أن يطيب البحر لركوبهم ، فأصابهم داء في أفواههم حتّى مات منهم ألف! ثمّ لما أمكنهم الرجوع انصرفوا حتّى بلغوا بعض سواحل بحر فارس فعصفت عليهم ريح ليلاً فكسرت عامة مراكبهم ، فغرق بعض ونجا بعض ، فقدموا بسبيهم إلى البصرة على الوالي محمّد بن سليمان العباسي (٥).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ١٣٠ ـ ١٣٢.
(٢) المصدر السابق ٨ : ١٣٠.
(٣) المصدر السابق ٨ : ١٢٩.
(٤) المصدر السابق ٨ : ١٣٠.
(٥) المصدر السابق ٨ : ١٢٨.