ثمّ قال لأصحابه : «علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله». ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلّاعند علي عليهالسلام ، ولذلك قال رسول الله لأصحابه : «أقضاكم علي» وقال عمر بن الخطاب : لولا علي لهلك عمر! يشهد له عمر ويجحده غيره!
فأطرق هشام طويلاً ، ثمّ رفع رأسه فقال لأبي : سل حاجتك. فقال : خلّفت عيالي وأهلي مستوحشين لخروجي! فقال : قد آنس الله وحشتهم برجوعك إليهم ، ولا تقم ، سِر من يومك فقام أبي وقام هشام فاعتنقه أبي ودعا له! وفعلت ، أنا كفعل أبي وخرجنا (١).
أجوبة الباقر عليهالسلام للنصراني في الشام :
في خبر الطبريّ الإمامي عن الصادق عليهالسلام قال : كان بباب (قصر) هشام بالشام ميدان ، فلمّا خرجنا من عنده إلى الميدان إذا في آخر الميدان عدد كثير من الناس قعود ، فسأل أبي حُجّاب الباب. قال : مَن هؤلاء؟ فقال الحُجّاب : هؤلاء القسّيسون والرُّهبان ، ولهم عالم يقعد لهم في كلّ سنة يوماً واحداً يستفتونه فيفتيهم.
فعند ذلك لفّ أبي رأسه بفاضل ردائه (كذا) وأنا فعلت مثل فعل أبي ، ثمّ أقبل نحوهم حتّى قعد نحوهم ، وقعدت وراء أبي ، وأقبل أعداد من المسلمين فأحاطوا بنا.
ورفع هذا الخبر إلى هشام فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي ، فأقبل بعض غلمان هشام وأحاطوا بنا.
__________________
(١) عن دلائل الإمامة في بحار الأنوار ٤٦ : ٣٠٧ ـ ٣٠٩.