مناديه : من ينتدب لحرب الوليد فله ألفان! فانتدب إليه ألفان. وصبّحوا بخيلهم الوليد بقصر البخراء في البرية على أميال من تدمر. وكان أخو يزيد : العباس بن الوليد بقرب حِمص فكتب إليه الوليد بن يزيد يستنصره فخرج إليه ، فحبسه عسكر يزيد بن الوليد ونادى مناديهم : من أتى العباس بن الوليد فهو آمن فتفرق جند الوليد بن يزيد. فلما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف وقال : اقتل كما قتل ابن عمي عثمان! ونادى مناديهم : اقتلوا اللوطي قِتلة قوم لوط! فقُتل وأتوا برأسه إلى ابن عمه يزيد بن الوليد فقال : انصبوه للناس ، فقيل له : لا تفعل ، إنما يَنصب رأس الخارجي! فحلف لينصبنّه ، فوضع على رمح ونصب على درج مسجد دمشق ، ثمّ أمر فطيف به في دمشق.
وكانت الجمعة فصلّى بهم يزيد بن الوليد وخطب فقال : أيها الناس ، إني والله ما خرجت أشراً ولا بطراً ، ولا حرصاً على الدنيا ، ولا رغبة في الملك ، وما بي إطراء نفسي ولا تزكية عملي .. ولكنّي خرجت غضباً لله ودينه وداعياً إلى كتابه وسنة نبيّه ، حين درست معالم الهدى وطفئ نور أهل التقوى ، وظهر الجبار العنيد المستحل للحرمة والراكب البدعة والمغيّر السنة.
ثمّ دعاهم إلى بيعته فبايعوه لأول رجب (١٢٦ ه) وامّه ام ولد اسمها شاه آفريد بنت فيروز بن يزدجرد بن شهريار بن كسرى (١).
وقد ألحد ورمى المصحف :
نقل المسعودي عن المبرّد النحوي : أن الوليد بن يزيد قال شعراً ولعلّه سكراً :
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٣٦ ـ ٢٤٠.