وأكثر الظن أنّ هذا الخبر المرسل المصحّف ، محرّف عن الخبر المسند السابق ، وهو أولى.
ومات المهدي وخلفه موسى :
كان المهدي دون الخمسين من عمره وله ثمانية بنون : موسى وهارون ، وعلي وعُبيد الله ، وإسحاق ويعقوب وإبراهيم ، وسمّى الأخير بلقب أبيه المنصور (١).
وكان قد عهد لابنه البكر الأكبر موسى وهو يومئذ في جُرجان ، ورأى من هارون ما عزم به على خلع موسى الهادي عن ولاية العهد والبيعة للرشيد ، وبعث بذلك إلى موسى أن يعود إليه فأبى وامتنع حتّى من القدوم إليه! فسار المهدي يريده (٢) في (١١) محرم سنة (١٦٩ ه) إلى الجبال ، فنزل قرية من أرض ماسبيدان يقال لها رُدين ، وخرج يتصيد ، واتبعت كلابه ضبياً فاقتحم الظبي باب خربة وتبعت الكلاب الظبي وتبعها الفرس وهو عليه فصدم به بباب الخربة ، وحُمل إلى مضاربه فتوفى في (٢٢) من محرم سنة (١٦٩ ه) (٣) وكان ابنه الرشيد معه فصلّى عليه ، ودفن هناك تحت شجرة جوز كان يجلس تحتها (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٢.
(٢) تاريخ مختصر الدول : ١٢٦.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠١.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٣. وكانوا قد بنوا له قبة ارتفاعها ثمانية أمتار أُزيلت في سنة (٣٥٢ ه. ش) ومكانها اليوم حديقة «پارك كودك» كما في كتاب تاريخ واليان پشتكوه (ايلام) : ٦٧ لابراهيم يعقوبي.