الرشيد من الرقّة إلى الرّي :
ثمّ خرج الرشيد إلى الريّ ومعه ابنه القاسم ، فمرّ ببغداد فلمّا صار إلى الجسر ورأى جسد جعفر البرمكي لا زال مصلوباً أمر بإحراقه! فلمّا صار في كرمانشاهان بايع لابنه القاسم بولاية العهد بعد المأمون ، وكتب إلى ابنه الأمين ببغداد يأمره بالخروج إلى الري والإقامة بها. وعزل منصور بن يزيد الحميري عن خراسان وولّاها علي بن عيسى بن ماهان ، وضمّ إليه جماعة من القوّاد منهم رافع بن الليث الليثي ، ولكنّه أمره أن لا يستعمله على بلد بعيد ، وخالف علي بن عيسى فاستعمل رافعاً على سمرقند ، فلم يحُل عليه الحول حتّى خلع وعصى ، وعلي بن عيسى في مرو.
فوجّه الرشيد هرثمة بن أعينَ في أربعة آلاف كأ نّه مدد لعليّ بن عيسى ولكنّه أمره أن يرسل إليه علي بن عيسى مقيداً ، فدخل هرثمة المدينة وصار إلى دار الإمارة بجنوده ، وأخرج كتاب المأمون ودفعه لعليّ بن عيسى ليقرأه ، فلمّا قرأه قال : أفأنت سامع مطيع؟ قال : نعم ، فدعا بقيد ثقيل فقيّده ، ثمّ أخرجه وبعث به مع رسل إلى الرشيد فحُبس (١).
أرمينية في عهد الرشيد :
كان الرشيد قد ولّى الفضل بن يحيى البرمكي على أرمينية ، فقدمها وتوجّه في ناحية باب الأبواب (/ دربند) إلى قلعة حمزين ليغزوها فهزموه ، فاستخلف على عمله عمر بن أيوف الكناني وانصرف هو إلى بغداد ، ثمّ وجّه سعيد بن محمّد الحرّاني اللِّهبي على حرب أرمينية وأبا الصباح على خراجها ، فلمّا تولّى
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٢٥.