أبو الصباح استيفاء خراج برذعة قتلوه وانتقضت أرمينية ، وخرج بها خارجي يدعى أبا مسلم الشاري ، فوجّه الفضل عبد الملك بن خليفة الحرشيّ في خمسة آلاف لقتال الشاري ، فلقوه في رويان واقتتلوا فهزمهم الشاري وانصرف فأخذ قلعة الكلاب (١).
وقد مرّ الخبر عن إيداع الإمام الكاظم عليهالسلام بأمر الرشيد من الفضل بن الربيع عند الفضل بن يحيى فاتّهمه الرشيد بمسامحة الإمام فأمر بجلده مئة سوط وجرّده من الولاية. فاستعمل بدله على أرمينية العباس بن جرير البجلي ، فوجّه معدان الحمصي إلى أبي مسلم الشاري الخارجي في ستة آلاف والتقيا فقتل مِعدان الحمصي ، وصار الشاري إلى أردبيل ثمّ نزل البيلقان.
فوجّه الرشيد يحيى الحرشي في اثني عشر ألفاً ، ويزيد بن مزيد الشيباني في عشرة آلاف ليجتمعوا على محاربة أبي مسلم الشاري ، ومات الشاري فقام مقامه مولاه السكن بن موسى البيلقاني في البيلقان ، فلمّا بلغه قدوم يحيى الحرشي اختار خيار خيله وجعل عليهم ابنه الخليل بن السكن ووجّه بهم إلى الحرشي ، فأسره الحرشي وزحف إلى البيلقان ، فلمّا بلغ الخبر إلى السكن هرب إلى قلعة الكلاب ، وطلب أهل البيلقان الأمان من الحرشي فآمنهم وهدم حصنها. وحاصر يزيد الشيباني حصن الكلاب ، وبها مع السكن ثمانية آلاف فأستأمنوه فآمنهم ، وأرسل بالسكن إلى الرشيد.
ثمّ ولّى الرشيد أرمينية سعيد بن سلم الباهلي ، وكان على باب الأبواب (/ دربند) النجم بن هاشم فخالفوه في تلعّبه ببطارقة الأرمن ، فعزله سعيد وعيّن عاملاً وأمره بقتل النجم فقتله ، فوثب ابنه حيّون بن النجم وعصى وكاتب خاقان
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٢٦.