وقت الزوال! فقال هارون : أما إنّ هذا من رُهبان بني هاشم! فقال ابن الربيع : فما لك قد ضيّقت عليه بالحبس؟! قال : هيهات! لابدّ من ذلك (١) ثمّ حبسه الثانية ، فلم يطلقه حتّى سلّمه (الثالثة) إلى السندي فقتله بالسم (٢).
وعليه فلو كان له إطلاق فإنّما من السجن إلى دار الحاجب الفضل فقط ، فلم يمرّ بدار بشر الحافي في بغداد (٣).
واستشهدوا ، لتبرئتهم من جرمهم :
شاعت فيما بين الناس مزاعم على السنديّ بن شاهَك بأ نّه يُكثر من فعل المكروه بالإمام عليهالسلام حتّى بلغت مسامع السنديّ ، فحاول إبطالها :
فروى الحميري والكليني عن رجل قال : جمعنا السندي ثمانين رجلاً من الوجوه المنسوبين إلى الخير ، فأدخلنا على موسى بن جعفر (عليهالسلام) وقال لنا : يا هؤلاء! إنّ الناس يزعمون أنّه قد فُعل مكروه بموسى بن جعفر! ويكثرون في ذلك! فانظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث؟ وهذا منزله وفراشه ، موسّع عليه! وهذا هو صحيح موسّع عليه في جميع أُموره! وإنّما يُنتظر به أن يقدم أمير المؤمنين! (من الرَّقة) فيناظره!
فبدأ موسى بن جعفر (عليهالسلام) فقال لنا : أما ما ذكر من التوسعة وما أشبهها فهو على ما ذكر! غير أنّي أُخبركم ـ أيها النفر ـ أنّي قد سُقيت السمّ في سبع تمرات! وأنا سأخضّر غداً ، وأموت بعد غد!
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٤٣ ، الحديث ٩٦.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٤٣ ، ذيل الحديث ٩٥.
(٣) كما في مفتاح الكرامة : ١٩. وانظر قاموس الرجال ٢ : ٣٢٦ ، برقم ١١١٠.