وفيها مات ببغداد أيضاً محمّد بن إسحاق بن يسار المطّلبي (مولاهم) وهو ثبت في الحديث عند الأكثر ، أخرج عنه مسلم حديثاً واحداً في الرجم ، وطعن فيه مالك ولذا لم يرو عنه البخاري (١).
مِعن للخوارج بخراسان :
كان على اليمن للمنصور مِعن بن زائدة الشيباني وقد أسنّ ، فرأى المنصور أن يستنصر به على الخوارج عليه في أطراف خراسان ، ففي سنة (١٥١ ه) كتب إليه أن يقدم عليه ، فاستخلف ابنه زائدة وقدم على المنصور ببغداد ، وكان المهديّ ابن المنصور بخراسان ، فأنفذ مِعن إليه وانصرف المهدي. وأقام معن لقتال الخوارج هناك حتّى قتل منهم خلقاً عظيماً وحتّى تصوّر أنّه قد أفناهم.
وتجرّد لبناء دار له في بلدة بُست ، فدخل جمع من الخوارج في هيئة البنّائين وأدخلوا سيوفهم في طنان القصب ، فلمّا توسّطوا الدار أخرجوا سيوفهم وحملوا عليه فقتلوه. وكان معه ابن أخيه يزيد بن مربد فتجرّد لقتالهم فقتل منهم خلقاً عظيماً. ثمّ شخص إلى بغداد في موكب ضخم من عشيرته وموالي عمّه ، فلم يظفر الخوارج له بغرّة ، فتبعوه إلى بغداد ، فلمّا صار على الجسر شدّوا عليه ، فترجّل وقاتلهم فقتل منهم كثيراً ثمّ أمّن الناس (٢).
الهُنّائي بالبحرين :
كان مِعن الشيباني لما توجه إلى اليمن قتل بها جمعاً من ربيعة ، وكان بالبحرين كثير منهم ، وكان على البحرين للمنصور أبو الساج فخرجوا عليه وقتلوه
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٤ ـ ٣٨٥.