ونقل الكشي صدر هذا الخبر وذيله ، وبعده أورد ذيل ما نقل عن كتاب ابن بندار القمي عن عبد الله بن طاووس أنّه سأل الرضا عن أبيه الكاظم عليهماالسلام فقال : سمّه (يحيى البرمكي) بالرّطب. قال : فقلت له : أفما كان يعلم أنّها مسمومة؟ قال : غاب عنه المحدّث. قلت : ومَن المحدّث؟ قال : ملَك أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو مع الأئمة صلوات الله عليهم. ثمّ قال : وليس كل ما طُلب وُجد (١).
ووجه الجمع بين الخبر السابق وهذا اللاحق هو قوله في السابق : «في لياليّ هذه» بالإجمال. وفي اللاحق ينفي علمه بالسمّ بالتفصيل بعلّة غيبة محدّثه فإنّه قد يُطلب فيوجد وقد يُطلب فلا يوجد ، وذلك قولهم عليهمالسلام : «إذا شاؤوا علموا» (٢).
هل اطلق الإمام ثمّ حُبس؟ :
مرّ خبر أبي الفرج (٣) الذي اعتمده المفيد (٤) والطوسي (٥) وليس فيه سوى نقل الإمام عليهالسلام من البصرة إلى بغداد إلى حبس الفضل بن الربيع ثمّ الفضل بن يحيى البرمكي ثمّ السندي بن شاهَك ، بلا إطلاق.
إلّاأنّ الصدوق نقل عن القمّيين قالوا : خاف موسى عليهالسلام من ناحية هارون أن يقتله! فلمّا جنّه ليله صلّى أربع ركعات ودعا فقال : «يا مخلّص الشجر من بين
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٦٠٤ ، الحديث ١١٢٣.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٢٥٧ ، الحديث ٤ و ٢٥٨ ، الحديث ١ و ٢ و ٣.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٣٣٣ ـ ٣٣٦.
(٤) الإرشاد ٢ : ٢٣٧ ـ ٢٤٣.
(٥) الغيبة : ٢٦ ـ ٣١.