قال اليعقوبي : وقدم قحطبة بن شبيب على أبي مسلم في خراسان ومع قحطبة من إبراهيم بن محمّد بن علي العباسي عهد وسيرة يعمل عليها ، فجهّزه أبو مسلم ووجّهه لقتال بني أُمية إلى جرجان (١) ومعه ابناه حُميد وحسن. وكان أبو مسلم أظهر دعوة بني هاشم (بني العباس) في شهر رمضان سنة (١٢٩ ه).
فلمّا بلغت دعوته هذه لإبراهيم الإمام ، إلى مروان بن محمّد ، أرسل رسلاً إلى الحُميمة يطلبون إبراهيم بن محمّد ، واشير لهم إلى إبراهيم في المسجد فأخذوا بأبواب المسجد ، فلمّا أتوا به إلى مروان ، ردّهم في طلب أبي العباس الذي لقّب بعد ذلك بالسفّاح فوجدوه قد تغيّب ، فأمر مروان بإبراهيم فغُطّي وجهه بقطيفة بل أدخل رأسه في جراب نورة حتّى مات. وكان معه في الحُميمة أبو جعفر المنصور ومعه ابناه جعفر ومحمّد وهما صبيّان ، وكان يلاعبهما ويداعبهما عثمان بن عروة بن محمّد بن عمّار بن ياسر. ودُفن إبراهيم الإمام في حرّان (٢).
ويظهر من سوى اليعقوبي أنّ ذلك كان في سنة (١٣٠ ه) بعد ما يلي من الحوادث :
حوادث خراسان :
قال خليفة : ظهر أبو مسلم في رمضان سنة (١٢٩ ه) فقبض على عبد الله بن معاوية الجعفري وأخويه (٣) وسار أبو مسلم في أكثر من عشرة آلاف إلى مرو ، إلى نصر بن سيار الليثي عامل مروان على خراسان ، وكان قد خرج عليه جُديع بن
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤١ ـ ٣٤٢.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٥٥.