على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا! والمستودع الأسرار ساعة الوداع (١) (إذ خالفوا وفارقوا) إلى آخر كلامه عليهالسلام.
وقد مرّ أن حجّ هشام كان في السنة الثانية من حكمه أي في سنة ستّ ومئة (٢) وأ نّه لما رجع من الحج فأنفذ بريداً يريد إشخاص الباقر عليهالسلام إليه بدمشق (٣) أي كان ذلك سنة (١٠٧ ه). وقال خليفة : وفي ذلك العام وقع طاعون شديد بالشام حتّى بالبقر والدوابّ والهوام (٤) فلعلّه من سخط الله لوليّه الباقر عليهالسلام.
وقد مرّ أن هشاماً عزل أخاه مَسلمة عن العراق وولّاها خالد بن عبد الله القّسري ، فولّى هذا أخاه أسداً على خراسان ، ففي هذه السنة (١٠٧ ه) غزا أسد غرجستان فأصابهم مجاعة فرجعوا مجهودين (٥) وغزا بلاد سجستان فاستشهد جمع منهم وانكسروا ورجع الجيش مجهودين (٦) فلعلّ ذلك أيضاً من آثار سخط الله لوليّه الباقر عليهالسلام.
ثمّ جعل مَسلمة على أرمينية :
وفي سنة (١٠٧ ه) ولّى هشام أخاه مَسلمة على آذربايجان وأرمينية. وولّى هشام على إفريقية عُبيدة بن عبد الرحمن القيسي ، فغزا في البحر ، فغنم أموالاً جليلة مع عشرين ألف عبد (٧).
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢١٩ ـ ٢٢٠.
(٢) تاريخ خليفة : ٢١٧.
(٣) عن دلائل الإمامة في بحار الأنوار ٤٦ : ٣٠٦ ، الباب ٧.
(٤) تاريخ خليفة : ٢١٧ واليعقوبي ٢ : ٣٢٨.
(٥) تاريخ خليفة : ٢١٧.
(٦) النجوم الزاهرة ١ : ٣٣٢ ولعلّ سجستان مصحفة عن غرجستان.
(٧) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٨.