عبد شمس أبوك وهو أبونا |
|
لا نناديك من مكان بعيد |
فالقرابات بيننا واشجات |
|
محكمات القوى بعقد شديد! |
فقال عبد الله : هيهات! قطع ذلك قتل الحسين! ثمّ أمر فطرحوا عليهم البُسط ودعا بالطعام فاكل وأكلوا ثمّ قال : يوم كيوم الحسين بن علي! ولا سواء (١).
سقوط دمشق وإحراق بني أُمية :
ثمّ انصرف عبد الله بن علي إلى دمشق في شهر رمضان سنة (١٣٢ ه) فحاصرها حتّى استغاث الناس بيحيى بن بحر أن يطلب لهم الأمان. فخرج إليه لذلك فأجابه إليه ودعا بدواة وقرطاس ليكتب له بذلك ، وإذا بسور دمشق قد اعتلاه جنوده! فقال يحيى : أوَ غدراً؟ فهدّده عبد الله ثمّ ندم فأعطاه علماً للأمان فدخل ونادى في الناس بالأمان! ومع ذلك قتل كثير منهم ثمّ نادى المنادي : الناس آمنون إلّاخمسة : أبان بن عبد العزيز وصالح بن محمّد ومحمّد بن زكريا والوليد بن معاوية ويزيد بن معاوية. وصار عبد الله إلى المسجد الجامع فخطبهم فذكر جور بني امية وعداوتهم وأنهم اتخذوا دين الله هزواً ولعباً ، ووصف ما استحلوا من المآثم والمحارم والمظالم ، وما سارو به من تعطيل الأحكام وازدراء الحدود والاستيثار بالفيء وارتكاب القبيح ، ثمّ انتقام الله منهم وتسليط سيف الحق عليهم.
ثمّ وجّه ناساً فنبشوا قبور بني امية فأخرجوهم وأحرقوهم! ما تركوا منهم أحداً!
ثمّ صار إلى الرصافة حيث مات هشام بن عبد الملك ، فوجده قد جعلوه في مغارة على سرير وطلّوه بما يبقيه! فأمر به فأخرج وقال للناس : إنّ أبي علي بن
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٥.