فقال له : ارفع رأسك فانظر إلى محمّد بن عبد الله بن الحسن! فطأطأ رأسه وأجابه : إنّ أمير المؤمنين (مروان بن محمّد) قال لي : إن استتر منك بثوب فلا تكشفه ، وإن كان جالساً على جدار فلا ترفع إليه رأسك! ومضى لسبيله (١).
جابر الجعفي ، وابن هُبيرة وقحطبة :
مرّ خبر الكليني عن رفيد مولى يزيد بن هُبيرة الوالي الأموي على العراق ، وأ نّه كيف رحّب برسالة الإمام الصادق عليهالسلام إليه وأ نّه سلّم رُفيداً خاتمه وتدبير اموره. ويظهر أنّ الخبر عن ظفر بني العباس كان قد سرى من الصادق عليهالسلام إلى رواته في الكوفة ومنهم جابر بن يزيد الجعفي فكان في مسامحة من الوالي ابن هبيرة يذكر بعض أطراف حديثه عنهم.
فقد نقل اليعقوبي عن حُميد بن زياد بن شبيب الطائي الملقّب بقحطبة ، عن أبيه قال : دخلت مسجد الكوفة في أيام بني أُميّة وعليَّ فرو غليظ! فرأيت فيه حلقة وفي صدر القوم شيخ يحدثهم ، فجلست إلى الحلقة وإذا به يذكر آخر أيام بني أُميّة! والذين يلبسون السواد ويخرجون عليهم! فقال : يكون ويكون إلى أن قال : ويخرج منهم رجل يقال له : قحطبة! ثمّ التفت إليّ وأشار وقال : كأ نّه هو هذا الأعرابي! ثمّ قال : ولو شئت أن أقول هو هو لقلت! قال قحطبة : فخفت على نفسي فتنحيّت ناحية حتّى انصرف فالتقيته فلمّا رآني أعاد قوله : لو شئت أن أقول إنّك أنت هو ، لقلت! فتركته وسألت عنه فقيل لي : هو جابر بن يزيد الجعفي (٢).
ولعلّ هذا كان عام (١٢٨ ه) وفيها توفي (٣) فلم يدرك العباسيين.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٧٤ ـ ١٧٥.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٤.
(٣) رجال النجاشي ١ : ١٢٨ برقم ٣٣٢.