وكان معهما في السجن أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية ، فثار أهل دمشق وأخرجوا هذا من السجن فوضعوه على المنبر فخطبهم وبايعهم لمروان ؛ وبلغ ذلك إلى إبراهيم بن الوليد فهرب ، فجاء مروان إلى دمشق ونبش قبر يزيد بن الوليد فصلبه لقتله الوليد بن يزيد ، وعاد مروان إلى الجزيرة فظهر له إبراهيم وخلع نفسه وبايعه فأمّنه ، وعاد فسكن الرّقة على شاطئ الفرات.
وأرسل مروان بن محمد : زامل بن عمرو فأخذ خالداً والوليد ابني يزيد بن الوليد فقتلهما (١) قصاصاً بإزاء الحكم وعثمان ابني يزيد بن الوليد! لأوائل سنة (١٢٧ ه).
ثورة «الشيعة» والزيدية بالكوفة! :
في أيام يزيد بن الوليد سنة (١٢٦ ه) عزل يوسف بن عمر عن الكوفة وولّاها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز (٢) وفي ولايته على الكوفة قدمها عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيّار ومعه أخواه الحسن ويزيد. فلما مات يزيد وسلّم إبراهيم لمروان بن محمد قام هلال بن الورد العجلي مولاهم ومعه ناس من «الشيعة» فدعوا إلى بيعة عبد الله بن معاوية الجعفري ، فبايعوه ، وأتوا به وأدخلوه القصر ، وبايعه أهل الكوفة ومن فيهم من أهل الشام بالكوفة ، وأقام أياماً يبايعه الناس ، وأتته بيعة المدائن ومن كل وجه من العراق. فقاتله عبد الله بن عمر فقُتل ناس كثير من أهل اليمن مع عبد الله بن معاوية الجعفري حتّى انهزم ودخل القصر ، وقاتل الزيدية في الكوفة عنه قتالاً شديداً حتى أخذوا لهم
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٤٣ ، ٢٤٤.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٤٩.