إنكم والله ـ معشر قريش ـ ما اخترتم لأنفسكم مَن اختار الله لكم طرفة عين قط! ثمّ نزل.
وكان إتيان داود قبل الموسم فقام بأمر الموسم ، وبعده وجّه إلى مَن مِن بني اميّة بمكّة فقتل جماعة منهم ، وأوثق آخرين بالحديد ووجّههم إلى الطائف فقُتلوا هناك ، وحبس آخرين حتّى ماتوا! ثمّ صار إلى المدينة في أوائل سنة (١٣٣ ه) (١).
ولما دخل المدينة خطب فقال في خطبته : أيها الناس ؛ أغرّكم الإمهال حتّى حسبتموه الإهمال. هيهات منكم وكيف بكم والسوط في كفّي والسيف مُشهَر.
حتّى يبيد قبيلة فقبيلة |
|
ويعض كلُّ مثقَّف بالهام! |
ويقمن ربّات الخدور حواسراً |
|
يمسحن عرض ذوائب الأيتام (٢)! |
مقتل المعلّى مولى الصادق عليهالسلام :
مرّ الخبر عن دعاوي المغيرة بن سعيد مولى خالد بن عبد الله السري البجلي والي الكوفة قبيل المئة والعشرين للهجرة ، وأ نّه كان قد ادّعى علم الغيب وطلب من الإمام الباقر عليهالسلام تصديقه فزجره بشدّة ، فقال لمحمد بن عبد الله الحسني مثله فسكت عنه فطمع فيه فادّعى أنّ الإمام السجاد عليهالسلام قد أوصى إلى محمّد وسمّاه النفس الزكية ، وقدم بها إلى الكوفة وبثّ بها أصحابه (٣)
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥١ ، ٣٥٢.
(٢) عن الكامل للجزري ٣ : ٥٥٤.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ٨ : ٢١.