بهم وأخبرهم بقتل محمّد (١) وقال : اللهم انك تعلم أن محمّداً إنّما خرج غضباً لك وايثاراً لحقك ونفياً لهذه المسوّدة (العباسيين) فارحمه واغفر له واجعل الآخرة خير مردّ ومنقلب له من الدنيا. ثمّ جرض بريقه وترادّ كلامه في فيه وتلجلج ثمّ انفجر باكياً منتحباً ، فبكى الناس (٢) ثمّ رفع صوته وقال : اللهم انك ذاكر اليوم آباء بأبنائهم وأبناءً بآبائهم ، فاذكرنا عندك بمحمد صلىاللهعليهوآله ، اللهم وحافظ الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء ، احفظ ذرية محمّد نبيك صلىاللهعليهوآله. فارتجّ المصلّى بالبكاء (٣) ثمّ دعا إلى نفسه بعد أخيه فتبعوه (٤) وأفتى أبو حنيفة بالخروج معه وكان يجهر به بل كتب إليه يدعوه إلى الكوفة واعتذر هو عن الحضور بودائع كانت عنده للناس ، كما فعل يوم زيد بن علي كما مرّ واعتذر الأعمش بعمشه (٥).
وفي ذي القعدة قام للقتال :
بقي إبراهيم الحسني بالبصرة نافذ الحكم شهري رمضان وشوال ، ولأول ذي القعدة استخلف ابنه الحسن وخرج منها إلى باخمرا من سواد الكوفة لقتال المنصور (٦) في ثلاثين ألفاً (٧). وقال اليعقوبي : بل استخلف نُميرة بن مُرة الأسعدي أو السعدي التميمي ، وكان ديوانه قد أحصى ستين ألفاً ، فأخذ على كسكر.
__________________
(١) تاريخ الطبري ، حوادث سنة (١٤٥ ه).
(٢) مقاتل الطالبيين : ٢٢٨.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٢٤.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٨.
(٥) مقاتل الطالبيين : ٢٤٠.
(٦) تاريخ خليفة : ٢٧٧.
(٧) تاريخ مختصر الدول : ١٢٢.