ثمّ خرج عليه وزير السختياني بالحيرة حتّى غلب على بيت مالها ، وجعل لا يمرّ بأحد إلّاقتله ولا بقرية إلّاأحرقها! فأخرج خالد إليه قائداً ومعه شرطة الكوفة فقاتلوهم حتّى أسروا الوزير وهزم جمعه ، واستبقاه خالد فكتب إليه هشام بإحراقه ومن مَعه ، فأخرجهم إلى المسجد وشدّهم في أطنان القصب وصبّ عليهم النفط ، ثمّ أخرجهم إلى الرحبة ورماهم بالنار فاضطربوا حتّى احترقوا وماتوا (١). وفي السنة ذاتها : (١١٩ ه) وبالطريقة نفسها ترخّص فأحرق بياناً ومولاه المغيرة وهما :
بيان النهدي والمغيرة البجلي :
لمّا توفّي محمّد بن الحنفية سنة (٨١ ه) وقد ادّعيت له المهدوية ، قال ابن كرب من أصحابه بغيبته ورجعته ، وممّن تبعه رجل من البربر في المدينة يدعى حمزة بن عُمارة البربري ، ثمّ فارقه وقال بالوهية ابن الحنفية! وأ نّه هو رسوله أو الإمام وأ نّه ستنزل عليه أسباب من السماء يملك بهنّ الأرض! وتبعه على ذلك ناس من المدينة والكوفة!
وقال لهم حمزة : من عرف الإمام فليصنع ما شاء فلا إثم عليه! وأحلّ لهم جميع المحارم! وهو نكح ابنته (٢)! وكان ذلك على عهد الباقر عليهالسلام فكان يدّعي لأصحابه : أنّ أبا جعفر يأتيه في كلّ ليلة! وكان يصدّقه بعضهم أنّه أراه إيّاه! فنقل ذلك بريد بن معاوية العجلي إلى الباقر عليهالسلام فقال : كذب ، عليه لعنة الله! وما يقدر الشيطان أن يتمثّل في صورة نبيّ ولا وصيّ نبي (٣). فكذّبه وبرئ منه فبرئت الشيعة
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ١٣٠ ـ ١٣٤.
(٢) فرق الشيعة : ٢٧ و ٢٨ ، والمقالات والفرق : ٣٢.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٣٠٤ ، الحديث ٥٤٨ ، و : ٣٠٠ ، الحديث ٥٣٧ في تكذيبه عن الصادق عليهالسلام كذلك.