فراشه وأخذه بخلع نفسه لعمّه الرشيد بالتهديد والوعيد : لتخلعنّها أو لأضربنّ عنقك! وأحضر معه شهوداً فخلع نفسه وأشهدهم عليه ، وحظى بها خزيمة لدى يحيى والرشيد ، فلمّا ولّي الرشيد استوزر يحيى البرمكي. ولما صلّى على أخيه الهادي وعاد إلى بغداد ، توقف عند الجسر ودعا بغوّاصين وقال لهم :
كان أبي المهدي اشترى خاتماً بمئة ألف دينار ، ثمّ وهبه لي ، فلمّا استخلف أخي الهادي أرسل رسولاً إليّ يطلب مني الخاتم وأنا هاهنا ، فأخرجتُه وألقيتُه في دجلة هنا ، فأخرِجوه لي! فغاصوا عليه حتّى أخرجوه له ، فسُرّ به (١) سروراً رابعاً بعد خلاصه من حبس الهادي والخلافة والولادة.
وفي خلافته ووزارة البرمكي أنشأ إبراهيم الموصلي يقول :
ألم تر أنّ الشمس كانت مريضة |
|
فلمّا أتى هارون أشرق نورها |
تلبّست الدنيا جمالاً بملكه |
|
فهارون واليها ، ويحيى وزيرها |
فأعطاه هارون مئة ألف درهم! والبرمكي خمسين ألفاً (٢)! وهكذا البذخ!
تعزية الكاظم عليهالسلام للخيزران :
أرسل الحميري : أنّ الكاظم عليهالسلام كتب إلى الخيزران أُم الخليفة يعزّيها بابنها موسى ويهنّيها بابنها هارون : إلى أُمّ أمير المؤمنين! من موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين. أما بعد ، أصلحكِ الله وأمتع بكِ ، وأكرمكِ وحفظكِ ، وأتمّ النعمة في الدنيا والآخرة لكِ برحمته.
__________________
(١) تاريخ مختصر الدول : ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٥٤ عن كتاب الأوراق للصولي. والسيوطي لعلّه لتقليل غلواء عطائه للشعراء أرسل : أنّه كان يتصدّق كل يوم بألف درهم! بل قال : كان يصلي كل يوم مئة ركعة : ٣٤١ ، فهل من مصدّق؟! وذكر الشعر المسعودي في مروج الذهب ٣ : ٣٣٧.