فتركه المنصور ، فقال خالد : أرى أن لا تبطل ذلك لئلّا يقال إنك عجزت عن تخريب ما بناه غيرك! فلم يلتفت المنصور إلى ذلك.
ونقل أبواب مدينة الواسط فجعلها لبغداد (١).
وكان وليّ العهد بعد المنصور عيسى بن موسى العباسي ، فولّاه الكوفة ، ولقّب ابنه محمّداً بالمهديّ وولّاه خراسان وأشخص معه وجوهاً من صحابته والجند ، وعاد إليه قوّاد خراسان فذكروا له فعال المهدي ومدحوه ، وسألوه أن يولّيه عهده بعده. فكتب بذلك إلى عيسى العباسي بالكوفة! فكتب إليه عيسى يعظّم عليه نقض الأيمان ونكث العهود! فعزله المنصور عن الكوفة واستقدمه إلى بغداد ، وأخذ يثير عليه جنوده يوماً بعد يوم يصيرون إلى بابه! فلمّا رأى ذلك خاف على نفسه فرضى وسلّم!
ودخلت سنة (١٤٧ ه) فدعى المنصور إلى بيعة المهديّ بالعهد وبعده لعيسى ، وأتت الكتب إلى المهدي بذلك (٢) وأرسل المنصور خالد بن برمك والياً على الموصل (٣).
وعاقب مالك بن أنس :
مرّ الخبر أن مالك بن أنس وافق قيام محمّد الحسني وأفتى الناس بالخروج معه عن بيعة المنصور لأنهم كانوا مُكرهين «وليس على مُكره يمين».
وفي سنة (١٤٦ ه) عزل المنصور عن المدينة عبد الله بن الربيع الحارثي
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١١٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٧.