وأخبره بخبرهم ، فدعا بهم المنصور ، فلما أغلظ له عبد الله الحسني أمر باصطفاء ماله وبيع متاعه وصيّره في بيت المال بالمدينة (١). ثمّ مضى بالقوم معه إلى مكة ، ثمّ انصرف بهم معه إلى العراق (٢). ويكفينا هنا خبر «الكافي» إلّاأنّ هذا يتلاءم مع خبر الكليني عن خديجة بحمى الصادق عليهالسلام عشرين يوماً.
المنصور بالربذة مع الصادق عليهالسلام :
روى الاربلي عن الحميري عن عبد الله بن أبي ليلى قال : كنت مع المنصور بالربذة ، وبعث عليَّ فدعاني ، فلمّا انتهيت إلى الباب سمعته يقول : عجّلوا! عليّ به! قتلني الله إن لم أقتله! سقى الله الأرض من دمي إن لم أسقِ الأرض من دمه! فسألت الحاجب : مَن يعني؟ قال : جعفر بن محمّد! وكان قد وجّه إليه فإذا هو قد اتي به مع عدّة جلاوزة! ورأيته وشفتاه تتململ ، ثمّ رُفع الستر فادخل.
ولكن لما نظر إليه المنصور قال له : مرحباً يابن عمّ! مرحباً يابن رسول الله! وما زال يرفعه حتّى أجلسه على وسادته! ثمّ دعا بالطعام فاتي بجدْي فأخذ يُلقمه بيده ، ثمّ قضى حوائجه ، وأمر بصرفه إلى داره (٣).
وروى ابن طاووس عن الصفّار عن إبراهيم بن جَبَلة قال : لما نزل المنصور بالربذة ، وكان قد أحضر جعفر بن محمّد إليها وأنزله في منزل بها ، وكان يأتي بها مسجد أبي ذر. وكنت عند المنصور فالتفت إليّ وقال لي : يابن جَبَلة! قُم إلى جعفر بن محمّد حتّى تضع ثيابه في عنقه وتأتيني به سحباً!
قال إبراهيم : فخرجت حتّى أتيت منزله فلم اصبه ، فطلبته في مسجد
__________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٩٢ ، الحديث ٩٧.
(٢) أنساب الأشراف ٢ : ٩٢ ، الحديث ٩٨.
(٣) كشف الغمّة ٣ : ٢٢٤ عن دلائل الحميري وفي الخرائج والجرائح ٢ : ٦٤١.