فكأنّه غرّ هذا بعضهم فتناول من معاوية ، فضربه عمر ثلاثة أسواط (١) مع أنّه لم يسلّم لمعاوية تسليمه حكمه لابنه يزيد ، فلم يكن يرتضي له لقب أمير المؤمنين ... بل لمّا ذكره عنده رجل فقال : قال أمير المؤمنين يزيد بن معاوية! فقال له عمر : تقول : أمير المؤمنين! وأمر به فضرب عشرين سوطاً (٢)!
وليسير بسيرة علي عليهالسلام في الصدقات (الزكوات) كتب إلى واليه أو قاضيه على المدينة أبي بكر بن محمّد بن عمر بن حزم الأنصاري أن يرسل إليه بكتاب صدقة علي عليهالسلام ، وكان يومئذ زيد بن الحسن أكبرهم فبعث ابن حزم إليه يسأله ذلك فقال له : إنّ الوالي بعد علي كان الحسن ثمّ الحسين ثمّ علي بن الحسين ثمّ محمّد بن علي ، فابعث إليه. فبعث ابن حزم إلى أبي جعفر فأرسل أبو جعفر به مع ابنه جعفر حتّى دفعه إليه (٣) فأرسله إلى عمر.
وعمر بن عبدالعزيز هو الذي وقف على كتاب علي عليهالسلام إلى محمّد بن أبي بكر بمصر ، في خزائن بني مروان لمّا تولّى ، فهو الذي أظهر أنّها من أحاديث علي عليهالسلام ، وإلّا فمعاوية كان يقول : هذه من كتب أبي بكر كانت عند ابنه محمّد! نقله المعتزليّ عن الثقفي وقال : الأليق أن يكون ذلك هو عهد علي عليهالسلام إلى الأشتر (٤)
عمر بن عبد العزيز وولاية خراسان :
في تصفح عمر بن عبد العزيز كتب سليمان بن عبد الملك وجد كتاباً
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : عن ابن ميسرة.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
(٣) اصول الكافي ١ : ٣٠٥ ـ ٣٠٦ بثلاثة طرق ، وقارن بتاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٧٦ عن الزهري و ٢٨٨ عن البُرجمي.
(٤) شرح النهج للمعتزلي ٦ : ٧٢ عن الثقفي.