فتىّ الشباب ، شديد الفخر! ظاهر الكبر! يحبّ اللهو ويستعمل الحُجّاب ، لا يعرف صواباً فيأتيه ولا خطأ فيدعه (١).
ولذا تذكّرت زينب بنت أبي سلمة المخزومي وتجرّأت أن تحدّث عن امّها امّ سلمة أنّها قالت : دخل النبيّ عليَّ وعندي غلام من آل المغيرة المخزومي فسألني : يا امّ سلمة مَن هذا؟ قالت : قلت له : هذا الوليد (ابن أخي) فقال : قد اتخذتم الوليد حناناً! غيّروا اسمه فإنّه سيكون في هذه الامة فرعون يقال له الوليد (٢).
وأصبح هشام الخليفة والإمام :
عاد الأمويون من خلال عبد الملك بن مروان إلى تحالفهم الجاهلي مع بني مخزوم ، لمّا تزوّج بامّ هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، فولدت له رابع أبنائه : عبد العزيز فالوليد فيزيد فهشام ، وكما تُرك تسمية يزيد لأُمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية فسمّته بأبيها ، كذلك تُرك تسمية هشام لُامّه فسمّته بأبيها.
وكان هشام في شهر رمضان سنة (١٠٥ ه) بقرية زيتونة من قرى الجزيرة ، إذ جاءه بريد دمشق فسلّم عليه بالخلافة (٣) وأتاه بالخاتم والقضيب فركب إلى دمشق ، وعمره أربع وثلاثون سنة (٤).
__________________
(١) التنبيه والإشراف : ٢٧٧.
(٢) انظر الإمام الصادق لأسد حيدر ١ : ١٧٧ ـ ١٧٨ عن مسند أحمد ودلائل النبوة وتاريخ الذهبي وابن كثير.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٦.
(٤) مختصر تاريخ الدول : ١١٦.