عمر : لينتظرني غداً عصراً في موضع كذا (في الحيرة) لالتقى معه فيه إن شاء الله. قال عمر : فخرجت إلى هشام فأخبرته بأمره عليهالسلام ، فسرّ بذلك واستبشر.
قال عمر : وبعد ذلك رأيت هشاماً فسألته عمّا كان؟ فأخبرني : أنّه سبق الصادق عليهالسلام إلى الموضع ، وأقبل الإمام على بغلة ، وقرب مني وأبصرته فهالني منظره وأرعبني ، حتّى بقيت لا ينطلق لساني لما أردت ولا أجد شيئاً أتفوّه به! ووقف عليَّ أبو عبد الله ملباً ينتظر ما أُكلّمه فلا يزيد في وقوفه إلّاتهيّباً وتحيراً! ثمّ ضرب بغلته وسار حتّى دخل سكة من سكك الحيرة. وتيقّنت أنّ ما أصابني من هيبته لم يكن إلّامن قبل الله «عزوجل» من عِظم موقعه ومكانه من الربّ الجليل.
قال عمر : فرجع هشام إلى الصادق عليهالسلام وترك مذهبه ودان بالحق ، ثمّ فاق أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام (١).
زيارته لمرقدي علي والحسين عليهماالسلام :
وما رواه الكليني وابن قولويه بسندهم عن يزيد بن عمر : أنّ الصادق عليهالسلام كان قد وعده زيارة علي عليهالسلام وهو بالحيرة ، فركب ومعه ابنه إسماعيل والراوي (٢).
وما رواه الطوسي بسنده عن مبارك الخباز : أنّه عليهالسلام لما قدم الحيرة قال له : أسرجوا البغل والحمار ، فركب (البغل) وركب الراوي (الحمار) حتّى دخل الجرف (الجوف) فنزل وصلّى ركعتين ، فسأله الراوي عنه فقال : هو موضع قبر أمير المؤمنين عليهالسلام (٣).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، الحديث ٤٧٦.
(٢) الكافي ٤ : ٥٧١ ، الحديث ١ ، وكامل الزيارات : ٣٤.
(٣) التهذيب ٦ : ٣٤ ، الحديث ٧١.