وخرجت معه جيوش خراسان عن الطاعة ، واستولى بهم على أكثر مدنها ، واستفحل الشر واشتدّ الأمر على المنصور وعظم الخطب. وكان أجشم المروزي على من تبقى من جيوش خراسان فقابله وقاتله فقُتل أجشم واستبيح معسكره.
فجهّز المنصور لحربه خازم بن خزيمة في جيش عرمرم يسدّ الفضاء! وبلغ ضريبة الجيش الخراساني ثلاثمئة ألف مقاتل فارس وراجل!
فالتقى الجمعان وصبر الفريقان حتّى قيل قتل فيها سبعون ألفاً من الفئتين ، واسر منهم أربعة عشر ألفاً ، وانهزم استادشيش والتجأ إلى الجبال ، فأمر الأمير خازم بقتل الأسرى فقتلوهم ، ثمّ حاصروا استادشيش مدّة حتّى سلّم نفسه ومعه ثلاثون ألفاً ، فأطلقوهم وقيّدوه (١) وأرسلوه إلى المنصور في بغداد.
قصّة شقيق البلخي الصوفي :
هو أبو علي شقيق بن إبراهيم الأزدي البلخي ، كان من رؤوس الغزاة بخراسان ، حتّى قتل في غزاة كولان سنة (١٩٤ ه) ومع ذلك كان يزهد ويتأ لّه حتّى عُدّ شيخ خراسان (٢) في التصوّف ، ومن أشهر من صحبه لذلك حاتِم بن عنوان بن يوسف الأصم من أهل بلخ ، ولذا عُدّ بدوره من قدماء مشايخ خراسان في التصوّف ، وله ابن يدعى خوش نام بن حاتِم ، مات سنة (٢٣٧ ه) (٣).
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣١٨.
(٢) سير اعلام النبلاء ٩ : ٣١٣ برقم ٩٨.
(٣) طبقات الصوفية : ٩١ برقم ١١.