وبلغ خبرهم إلى عبد الرحمن بن يزيد فأرسل عليهم شعيب البارقي في خيل وأمره أن يقتل من وجد! فقتل الرجال والأطفال وبقر بطون النساء ونهب الأموال وعقر النخل وأحرق القرى وانصرف إلى عبد الرحمن (١)!
مروان بن محمّد ومحمّد الحسني :
روى الأموي الزيدي عن النميري البصري بسنده عن أبي العباس الفلسطيني قال : قلت لمروان بن محمّد : خذ محمّد بن عبد الله بن الحسن ، فإنّه يدّعي هذا الأمر ويتسمّى بالمهدي. فقال : ما هو بالمهدي ، ولا هو من بني أبيه وإنّه لابن أُم ولد!
وبعث إلى عبد الله بن الحسن بمال واستكفّه! وأوصى عامله بالحجاز (؟) أن لا يعرض لمحمّد بطلب ولا إخافة ، إلّاأن يستظهر حرباً أو شقاً لعصا. وكان المال عشرة آلاف دينار وقال له : اكفف عني ابنيك!
ولما بعث مروان : عبد الملك بن عطية السعدي لقتال الخوارج (الإباضية) ودخل المدينة سنة (١٢٨ ه) لم يلقه في أهل المدينة عبد الله بن الحسن وابناه محمّد وإبراهيم ، فكتب إلى مروان بذلك وأ نّه قد همّ بهم أن يقتلهم! فكتب مروان إليه : أن لا تعرض لعبد الله ولا لابنيه ، فليسوا بأصحابنا الذين يظهرون علينا أو يقاتلونا ... وإن استتر (محمّد) منك بثوب فلا تكشفه عنه ؛ وإن كان جالساً على جدار فلا ترفع إليه رأسك!
فاتّفق أن اجتاز عبد الملك بن عطية بجناح مشرف على الطريق ، وكان فيه محمّد بن عبد الله الحسني فاطلع عليه من خوخة ، ورآه بعض من مع ابن عطية
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٥٥ ـ ٢٥٧.