البَرم بخراسان ، واليشكري بالجزيرة :
في سنة (١٦٠ ه) خرج بخراسان يوسف البَرم بعسكر معه ، وكان على العسكر في خراسان سعيد بن سلَم بن قتيبة فقاتله حتّى هزمه واستباح معسكره (١) وفضّوا جموعه وحملوه إلى المهدي فصلبه (٢).
وخرج في باجرما (الشام ـ العراق) عبد السلام بن هاشم اليشكري الهمْداني بعسكره إلى نصيبين ، (في شمال العراق) وكان على خراجها المنهال بن عمران الكلابي فدفع بعشرين ألفاً من خراجها إلى اليشكري فشكره وانصرف عنها إلى رأس العين وفيها بنو تميم فمنعوه ، فأخذ إلى آمد فتلقاه عيسى بن موسى الخراساني فانهزم عسكر اليشكري ثمّ تراجعوا فانهزم عسكر عيسى وقُتل ، فكتب المهدي إلى عامل الجزيرة داود الربذي ومعه ألف رجل ، وأعانه الأتراك فساروا إلى اليشكري فقتلوهم.
وفي أثناء ذلك كتب المهدي إلى اليشكري قال : إني قد عجبت من إحداثك وبغيك ... مع شتمك أبا الحسن علي بن أبي طالب ووقوعك فيه وتَنقّصك إياه وولايتك من عاداه! فالله عصيت ونبيّه عاديت ؛ فقد أتاك حديث صادق عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» فكنت المكذّب بذلك والحائد عنه ... فاعمل لنفسك أو دع.
وأجابه اليشكري : من عبد السلام بن هاشم إلى محمّد بن عبد الله! سلام على من اتّبع الهدى .. وقد علمت أني إنّما حكّمتُ حين تركتَ الأُمة تائهة مائجة ، لا حدودَها أقمتَ ولا حقوقها أدّيتَ ، اشتغلت بإمائك وتنوّقت (تأنّقت)
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٨٣.
(٢) تاريخ مختصر الدول : ١٢٦.