نحو المدينة ، فدخلت على الصادق عليهالسلام وفي نفسي أن لا اخبره بقتل زيد فيجزع عليه! ـ وكان ذلك قبل وصول رسول الصيرفي بكتابه ـ فقال لي : ما فعل عمّي زيد؟ فخنقتني العبرة! فقال : قتلوه؟ قلت : إي والله قتلوه! فقال : وصلبوه؟ قلت : إي والله وصلبوه! فأقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خدّه كأ نّها الجمان (حبّات فضة).
ثمّ قال لي : يا فُضيل! شهدتَ مع عمّي قتال أهل الشام؟ قلت : نعم. قال : فكم قتلت منهم؟ قلت : ستّة : قال : فلعلّك شاك في دمائهم؟! فقلت : لو كنت شاكاً ما قتلتهم. فقال : مضى ـ والله ـ عمّي زيد وأصحابه شهداء على ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه (١) ثمّ انتقل الفضيل إلى البصرة.
ومن الناجين من أنصار زيد : سليمان بن خالد الأقطع وعمار الساباطي ، فروى الكشيّ بسنده عنه قال : حين خرج زيد كان في ناحية وأنا وسليمان في ناحية ، فسأله رجل : زيد خير أم جعفر (الصادق)؟ فقال سليمان : والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا! فحرك الرجل دابته إلى زيد فمضيت نحوه ، فقصّ عليه القصّة فانتهيت إلى زيد وهو يقول : جعفر إمامنا في الحلال والحرام (٢).
ومن الناجين أبو الجارود زياد بن المنذر الهمْداني ولكنّه بقي على زيديته فكان رأسهم.
دعاؤه على الهاجي زيداً :
ذكر ابن عساكر بسنده عن محمد بن راشد الأزدي من رواة أبي مخنف : أنّ رجلاً من أهل الكوفة رحل إلى المدينة ودخل إلى الصادق عليهالسلام فقال له :
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٤٨٣ ، الحديث ١٩٣.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٣٦١ ، الحديث ٦٦٨.