قال : فمكثنا أيّاماً وإذا برسول بسّام الصيرفي (الكوفي مولى بني أسد) بكتاب فيه : أما بعد ، فإنّ زيد بن علي خرج يوم الأربعاء (غرة صفر (١)) فمكث الأربعاء والخميس وقُتل يوم الجمعة (٢).
قال : فدخلنا على الصادق عليهالسلام ودفعنا إليه الكتاب ، فقرأه وبكى ثمّ قال : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون» عند الله أحتسب عمّي ، إنّه كان نعم العم ، إنّ عمّي كان لدنيانا وآخرتنا ، مضى ـ والله ـ عمّي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام (٣).
وأخو هذا الراوي عبد الله بن سيابة : عبد الرحمن روى ابن أبي عمير عنه قال : دفع إليّ الصادق عليهالسلام دنانير وأمرني أن اقسمها في عيالات من اصيب مع عمّه زيد ، فقسمتها فأصاب عيال عبد الله بن الزبير الرّسان أربعة دنانير (٤).
ودخل أخو عبد الله الشهيد هذا : فُضيل الرسّان على الصادق عليهالسلام في بيت جوف بيت! فقال له : يا فُضيل! قُتل عمّي زيد؟ قال : قلت : نعم جعلت فداك! قال : رحمهالله! أما إنّه كان مؤمناً وكان عارفاً وكان عالماً وكان صدوقاً! أما إنّه لو ظفر لوفى ، أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها (٥).
وبعد مقتله تفرّق الباقون من أنصاره منهم الفُضيل بن يسار الكوفي مولى بني نهد وقد قتل ستة من الشاميين ، قال : لمّا قتل زيد اكتريت راحلة وتوجّهت
__________________
(١) هذا يُحمل على الموعد الأوّل قبل التغيير إلى الأربعاء لسبع بقين من المحرم كما في مقاتل الطالبيين : ٩٢.
(٢) اعلن عن قتله نهار الجمعة في خطب الصلاة ، والقتل كان في ليلة الجمعة كما مرّ خبره.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٤٨١ ، الباب ٤٧ ، الحديث ١٩٢.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٣٣٨ ، الحديث ٦٢٢.
(٥) اختيار معرفة الرجال : ٢٨٥ ، الحديث ٥٠٥.