شاهراً سيفه! فأخذوه وسئل عن أمره فأخبرهم ، فأرادوا قتله فقال لهم : لا تقتلوني وأدلكم على ميراث رسول الله! وإن كذبت فاقتلوني! فأخرجهم من القرية إلى موضع رمل فكشفوا فإذا البُرد والمِخصرة والقضيب قد دفنها مروان كي لا تصير إلى بني العباس ، فوجّه بها عامر الحارثي إلى عبد الله العباسي فوجّه بها إلى السفّاح ، فكانت في بني العباس (١).
وكان عمره يوم قتل سبعين عاماً ، وكان شديد الشهلة أبيض مشرّباً بحمرة ، ضخم الهامة والمنكبين ، كثير اللحية ، صابراً على التعب والنصب (ولذا قيل له الحمار) اصطفى قبائل قيس ، وانحرف عن قبائل اليمن وباداها العداوة فحاربوه (٢) وكانت امّه من جواري مصعب بن الزبير (٣) أو إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي تدعى زيادة (٤) كردية (٥) اصطفاها أبوه محمّد بن مروان بن الحكم.
مصير ابنيه عبد الله وعبيد الله :
توجها نحو الصعيد ثمّ إلى بلاد النوبة ، ولحق بهما جماعة من أصحابهم حتّى صاروا في أربعة آلاف ، وجماعة من نسائهم من البنات والأخوات وبنات العم. ودخلوا بلاد النوبة ، وأخذوا في بلاد العدو ، فلقوا جيشاً من الأحباش فقاتلوهم حتّى صاروا إلى بلاد بجاوة فقاتلوهم ، فتراجعوا يريدون اليمن ، وتفرّق الأخوان في طريقين بينهما جبل ومع كل منهما خيل منهم ، فلقى عُبيد الله جيشاً من
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢٤٦.
(٢) التنبيه والإشراف : ٢٨٣ ـ ٢٨٤.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٦٤ و ٢٦٧.
(٤) التنبيه والإشراف : ٢٨١.
(٥) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٣.