ومعه أخوه الحسن بن الحسن بن الحسن ، على السفّاح فآثره وأكرمه وبرّه ووصله الصِلات الكثيرة. ولم يكن معه ابنه محمّد ، فسأله عنه فقال له : يا أمير المؤمنين! ما عليك من محمّد شيء تكرهه.
وقال له الحسن المثلّث : يا أمير المؤمنين! أرأيت إن كان الله قضى لمحمّد أن يلي هذا الأمر! ثمّ أجلبت عليه ومعك أهل الأرض والسماوات أكنت دافعاً له؟! وإن كان لم يقض ذلك لمحمّد ثمّ أجلب محمّد عليك ومعه أهل الأرض والسماوات أيضرك محمّد؟! قال : لا والله ، ولا القول إلّاما قلت! قال : فلم تنغِّص نعمتك على هذا الشيخ ومعروفك عنده؟! فقال : لا تسمعني ذاكراً له بعد اليوم!
وقال عبد الله : يا أمير المؤمنين! إنا نحميها (خلافتكم) عن كل قذاة يخل ناظرك منها!
فقال : بك أثق وعلى الله أتوكل! وطفئ بذلك أمر محمّد في خلافة السفّاح (١).
الصادق عليهالسلام في الحيرة :
ثمّ لا نرى في مصادر التاريخ أي خبر عن محضر الصادق عليهالسلام يومئذ في الحيرة إلّا : ما رواه الكليني أنّه دخل على السفّاح في الحيرة ثمّ حكى ذلك قال : دخلت عليه وقد شك الناس في الصوم ، وهو ـ والله ـ من شهر رمضان ، والمائدة
__________________
(١) انظر اليعقوبي ٢ : ٢٦٠. وفي أنساب الأشراف ٢ : ٨٧ : أنّ السفاح أقطع للحسن المثلث عين مروان بذي خشب ، وأقطع عبد الله قطائع بلغت غلّتها مئة ألف! ولم ينقل مثل ذلك للصادق عليهالسلام! بل فيه أيضاً : ١٣ : أنّ السفاح خطب من عبد الله بن الحسن بنتاً لمحمد ابنه لولد السفّاح محمد فزوّجها له بولاية الجد!