وقال ابن الوردي : خلّف أبو مسلم باقي عسكره في حلوان وإنّما قدم المدائن في ثلاثة آلاف منهم. وكان بعد هزيمته لعبد الله بن علي كتب إليه المنصور بصرفه عن خراسان وولايته بمكان عبد الله على الشام ومصر ، فلم يجب أبو مسلم لذلك وتوجه إلى خراسان (١).
وكانت له ثلاث نساء (٢) له من إحداهن فاطمة (٣).
ما بعد قتل أبي مسلم :
في أوّل خطبة للمنصور بعد قتله أبا مسلم قال : إن أبا مسلم بايعنا وبايع لنا على أنّه من نكث بيعتنا فقد أباح لنا دمه! ثمّ هو نكث بيعته ، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا ، ولم تمنعنا رعاية حقه من إقامة الحق عليه. ولما انتهى قتل أبي مسلم إلى خراسان والجبال اضطربت ، واجتمعوا على رجل يسمى سنباد من نيشابور حتّى صار في عسكر عظيم ، فسار فيهم إلى الري فغلب عليها وعلى قومِش (سمنان ودامغان) وكانت لأبي مسلم بالري خزائن فاستولى عليها ، وكثر جمعه بأهل الجبال وطبرستان.
واتصل خبره بالمنصور فسرّح إليه جمهور بن مراد العجلي في عشرة آلاف وتلاه بالعساكر! فالتقوا في طرف المفازة بين همْدان والري فاقتتلوا قتالاً شديداً حتّى قتل ستون ألفاً منهم وقتل سنباد فولّى سائر أصحابه ، وسبى منهم سبايا وذراري كثيرة ، كل ذلك في غضون شهرين (٤).
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٥.
(٢) مختصر تاريخ الدول : ١٢١.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٢٩٣.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ومختصره في تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٦٨.