ثمّ بعث القسري إليه : أن ابعث إليّ كتاب فاطمة. فقال : إني إنّما أخبرتك أني قرأته ، ولم أخبرك أنّه عندي (١).
وهو عليهالسلام إنّما قال : قرأته في كتاب فاطمة عليهاالسلام جواباً للتحدي : من أين لك هذا. فهذا التحدي ونحوه هو ما ألجأهم إلى الاستناد إلى مصحف فاطمة عليهاالسلام ، ولعلّ هذا الخبر من البوادر الأُولى لذلك تاريخياً ، والاستناد إنّما كان تاريخياً لا فقهياً.
ومن حوادث هذه السنة (١٤١ ه) وفاة أبان بن تغلب (٢) من خواص أصحاب السجّاد والباقر والصادق عليهمالسلام فإلى شيء من أخباره :
وفاة أبان بن تغلب :
أبو سعيد مولى بني جُرير من بني بكر بن وائل. تقدّم في كل فن من العلم من اللغة والنحو والأدب والقرآن ، وكان قارئاً من وجوه القرّاء ، وله كتاب تفسير غريب القرآن ، وتقدم في الفقه والحديث عن السجاد والباقر والصادق عليهمالسلام وعن أنس بن مالك وإبراهيم النخعي والأعمش وسماك بن حرب وعطية العوفي ومحمّد بن المنكدر (٣).
__________________
(١) مع الأمر بالضرب إنّما في مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٢٨ ، وبدونه مسنداً في الكافي ٣ : ٥٠٧ ، وعلل الشرائع ٢ : ٧٣ ، الباب ١٠١ ، الحديث ١ بطريق آخر ، وفي بحار الأنوار ٤٧ : ٢٢٧ ـ ٢٢٨ وعقّبه المجلسي ببيانين منه ومن أبيه ، وعنه في مصابيح الأنوار ٢ : ٤٣٦ ، وفي هامش المناقب ، وببيان آخر في وسائل الشيعة ٩ : ١٤٩ ـ ١٥٠ ، الباب ٤ ، الحديث الأوّل من أبواب زكاة الذهب والفضة.
(٢) الفهرست للطوسي : ٧ ، والنجاشي : ١٣ برقم ٧ ، وتاريخ خليفة : ٢٧٥.
(٣) رجال النجاشي : ١٠ ـ ١١.