أن المسلمين بلغوا إلى الخليج جزعت وطلبت الصلح من الرشيد ، فجرى بينهم الصلح على الفدية ، وأن تقيم له الأسواق والأدلّاء لطريقهم ، ومقدار الفدية لكل سنة سبعون ألف دينار ، فأجابته إلى ذلك ، ورجع عنها (١).
وفي الأعوام التالية :
وفي سنة (١٦٧ ه) أمر المهدي عبد الحميد بن الضحاك بأخذ الفداء من الروم (على ما مرّ من قرار الفدية).
وفي سنة (١٦٨ ه) أمر المهدي علي بن سليمان العباسي ببناء قلعة الحدَث بالثغر فبناها (٢).
ووجّه المهدي رسلاً إلى الملوك يدعوهم إلى الطاعة ، فدخل أكثرهم في طاعته ، منهم ملك طبرستان : الاصبهبد ، وملك طخارستان : شروين ، وملك فرغانة وملك أشروسنة أفشين ، وملك كابل وملك باميان : شيرو ، وملك السُغد : الإخشيد ، وملك الترك : طرخان ، وملك التغز : خاقان ، وملك التبّت ، وملك الصين فغفور ، وملك سجستان : رتبيل ، وملك السند : الرآن ، وملك الهند : فور.
وخرج إلى بيت المقدِس ، فلمّا صار في قِنّسرين وفيها قبائل تنوخ من قُضاعة ، وهم يدّعون أنهم أخوال المهدي فقدّموا إليه هدايا وهم نصارى ، فقال لهم : لا أرضى عنكم حتّى تسلموا فأسلموا ، وارتدّ أحدهم فقتل فثبتوا.
__________________
(١) تاريخ مختصر الدول لابن العبري الملطي : ١٢٦ ويقول : ولو كانت ذات همة لأمكنها محاصرة المسلمين ومنعهم من الخروج والفتك بهم!
(٢) تاريخ خليفة : ٢٨٩ ـ ٢٩٠.