ومولاه ووليّه أن يصلح منهم ما كان فاسداً ، وأن يسرع بهم إلى النجاة والفوز ، إنّه سميع قريب (١).
وقالوا : إنّ يوسف بن عمر لم يعلم برجوع زيد من الطريق إلى الكوفة إلّا بعد أن كتب رجل من بني أُمية إلى هشام يذكر له أمر زيد ، فكتب هشام إلى يوسف يقول له : إنّك لغافل! وزيد غارز ذَنبه بالكوفة يبايَع له! فألحِح في طلبه فأعطه الأمان ، فإن لم يقبل فقاتله!
وكان يوسف استخلف على الكوفة الحكَم بن الصلت العقيلي وانتقل هو إلى الحيرة ، فكتب يوسف إلى الحكم بطلب زيد فلم يعلم به.
فطلب يوسف رجلاً من المماليك الخراسانيين وكان ألكن (بالعربية) فأعطاه خمسة آلاف درهم ، وأمره أن يلطف لبعض «الشيعة» فيخبره أنّه قد قدم من خراسان حبّاً «لأهل البيت» وأنّ معه مالاً يريد أن يقوّيهم به! فلم يزل المملوك يلقى «الشيعة» ويخبرهم عن المال الذي معه حتّى أدخلوه على زيد. فخرج فدلّ يوسف على موضعه (٢) إلّاأنّ زيداً لم يكن ليقيم بمقام معلوم.
واستبق الموعد زيد :
روى الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف الأزدي : أنّ زيداً أمر أصحابه بالاستعداد والتأهّب للخروج ، ومن كانوا يريدون الوفاء ببيعتهم له أخذوا فيما أمرهم به من ذلك ... ولمّا استتبّ له الخروج واعد أصحابه لليلة الأربعاء أوّل
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ١٦٩ ـ ١٧١ عن غير أبي مخنف ، ونقله البلاذري عن كتب سالم كاتب هشام في أنساب الأشراف ٤ : ٢٤٦ ، الحديث ٢٤٨ صدره إلى قوله : مُيّلاً إليه ، ولم يذكر الطبري مصدره.
(٢) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٨. وأنساب الأشراف ٤ : ٢٥٣ ، الحديث ٢٥٤.