ثمّ اختلفت الفِرق فيه :
مرّ الخبر أنّه كان من دعاوي البشيرية المهدوية للكاظم عليهالسلام ، ورووا في ذلك روايات عن أبيه قال فيه : «هو القائم المهدي بعدي! فإن يدَهدَه رأسه من جبل فلا تصدّقوا موته فإنّه صاحبكم القائم»!
وآخرون رووا في ذلك خبراً عن أبيه قال فيه : «إنّ ابني هذا فيه شَبَه من عيسى بن مريم»! فقالوا : بأ نّهم ما قتلوه وما مات ولكن شُبّه عليهم. وآخرون أتمّوا الخبر أنّه قال : «وإن ولد العباس يأخذونه فيحبسونه مرّتين ، فيُقتل في المرة الثانية» فقد قُتل (١).
واعتلّ آخرون بالحديث النبوي المزوّر من قبل بني الحسن للتطبيق على محمّد بن عبد الله الحسني أنّه قال : «... رجل من ولدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي» فادّعوا ابناً لعبد الله الأفطح يدعى محمّداً وجّهه إلى اليمن ثمّ تحوّل إلى خراسان فهو حيّ مقيم بها وقد ورث الإمامة من أبيه وهو محمّد بن عبد الله فهو القائم المنتظر! وآخرون قالوا : بل مات وله ولد فالإمامة في ولده!
وآخرون تحيّروا فقالوا : قد روينا أخباراً كثيرة (٢) تدلّ على أنّ الكاظم عليهالسلام
__________________
وظهرت منه الإباحات ، فعذّبه بأنواع العذاب ثمّ قتله. قال البطايني : فما رأيت أحداً قُتل بأسوأ قتلة من محمّد بن بشير! المصدر : ٤٨١ و ٤٨٣ ولما مات أوصى إلى ابنه سميع بن محمّد فهو الإمام بعده! وكان هاشم بن أبي هاشم قد تعلّم منه بعض خوارقه فكان بعده من الدعاة إليه! المصدر : ٤٧٨ ـ ٤٧٩ و ٤٨٢. وليس في الفرق ولا المقالات والفرق.
(١) فرق الشيعة : ٨٠ ، وفي المقالات والفرق : ٨٩ ـ ٩٠.
(٢) جمعها السيّد على العلوي الموسوي نحو أربعين خبراً بكتاب «نصرة الواقفة» أوردها الطوسي في كتاب الغيبة وردّها : ٤٣ ـ ٦٣.