ومرّ في آخر أخبار بني مروان : أنّ عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك دخل بلاد المغرب وتقرّب إلى الناس بها وهو أعور حتّى تملكهم واستولى بهم على الأندلس وقرطبة ، ودام ملكه ثلاثاً وثلاثين عاماً ، ففي عام (١٧٠ ه) أمر ببناء جامع قرطبة بموضع كنيسة هناك! بمئة ألف دينار! ثمّ مات بعد سنة في (١٧١ ه) (١).
ونقل السيوطي عن الذهبي قال : أخبار الرشيد يطول شرحها ... وله أخبار في الغناء واللهو واللذات المحظورة! ومغنيّه المعروف إبراهيم الموصلي (٢).
وفي عام (١٧٥ ه) غزا عبد الملك بن صالح العباسي الروم من الصفصاف فغنم نحو عشرين ألف رأس وعاد من درب الحدث وفي سنة (١٧٦ ه) فتح بلدة دبسة من الروم وفي (١٧٨ ه) بلغت الغنائم مئتين وثلاثة وخمسين ألف دينار (٣).
استخلافه ابنه الأمين :
سبق أنّ موسى العباسي كان قد ضيّق على أخيه هارون الرشيد بحبسه ، فلمّا مات في (١٧٠ ه) بشّرته أُمّه بموت الهادي وولادة ابن له من جاريته الخراسانية : مراجل ، فسمّاه عبد الله ولقّبه بالمأمون. وبعده بستة أشهر ولدت له زوجته زبيدة ابنه محمّداً الأمين (٤).
فلمّا بلغ الأمين خمس سنين عزم على عقد العهد له ، فدعا قوّاده ومعهم
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٤.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٤٤.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٩٧ ـ ٢٩٨.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٧.