إنّ علي بن موسى قد اشترى كبشاً وكلباً وديكاً! ويُكتب فيه بما يكتب (١)!
وكأنّ يحيى البرمكي لم يكن هنا حاضراً واعتماداً على الخبر قال للطاغية : هذا علي بن موسى قد قعد وادعى الأمر لنفسه! يسأل الرشيد ماذا يفعل؟ فقال : ما يكفينا ما صنعنا بأبيه! تريد أن نقتلهم جميعاً؟!
وكان الرشيد عند قتله للكاظم عليهالسلام قد حلف على أنّه إن ادعى الإمامة أحد بعد موسى عليهالسلام ضربت عنقه صبراً! وكان قد سمعه منه عيسى بن جعفر العباسي ، فلمّا خرج مع الرشيد من الرّقة للحج سنة (١٨٦ ه) ذكّره بحلفه وقال له : وهذا عليّ ابنه يدّعي هذا الأمر ويقال فيه ما يقال في أبيه! فنظر الرشيد إليه مغضباً وقال : فما ترى؟! تريد أن أقتلهم كلّهم (٢)؟!
تولية عهد الرشيد لولديه :
كانت شهادة الكاظم عليهالسلام لمنتصف عام (١٨٦ ه) كما مرّ ، وكأنّه عليهالسلام قبل ذلك كان قد أخبر الرشيد بأنه سيولّي عهده لابنيه الأمين والمأمون ، فيختلف أمرهما ويظهر تعاد بهما وتتشتّت كلمتهما ، ولا يبرح ذلك حتى تُقتل القتلى بينهما وتُسفك الدماء وتهتك ستور النساء! وحتى يتمنّى كثير من الأحياء أنهم لو كانوا في عداد الموتى!
وأخبر به الرشيد علياً الكسائي البصري ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين! أيكون ذلك لأثر وقع لأمير المؤمنين في مولدهما؟ أو لأمر رؤي في مولدهما (من المنجّمين)؟ فقال : لا والله إلّابأثر واجب حملته العلماء عن الأوصياء عن الأنبياء!
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٠٥ ، الحديث ٤.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٢٦ ، الباب ٥ ، الحديث ٣ و ٤.