هلاك الوليد بن عبد الملك :
وتوفي الوليد لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأُولى سنة (٩٦ ه) وهو ابن خمسين سنة تقريباً وولي عشر سنين تقريباً ، بدير مرّان وحُمل ودُفن بدمشق ، وله تسعة عشر ولداً ذكراً! وكان الوليد طوالاً أسمر أفطس به أثر جدريّ خفيّ ، بمقدّم لحيته شمط ، ليس في رأسه ولا لحيته غبرة. وكان لحّاناً في العربية ، فيه حرج وحيرة.
وأحصى أهلَ الديوان فألقى منهم بشراً كثيراً بلغت عدّتهم عشرين ألفاً! فأجرى الأرزاق على العميان والمساكين والمجذَمين ، وهو أوّل من عمل البيمارستان (المشفى) للمرضى ، ودار الضيافة للغرباء ، وأوّل من أجرى الإفطار في المساجد في شهر رمضان. وكان ممّن أحدث قتل العصاة! وأوّل من أخذ بالقذف والظنّة وقتل بهما الرجال! وفي سنة (٩٤) في ولايته قامت الزلازل أربعين صباحاً فهدمت كلّ شيء! فانكسر الخراج في عهده فلم يُحمل إليه شيء كثير (١).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٩٠ و ٢٩١ و ٢٩٢.