فقال المنصور : اجلس لاجلست (١)!
وهكذا انتهت سنة (١٤٥ ه) وبدأت سنة (١٤٦ ه) وفيها توفي محمّد بن السائب الكلبي النسّابة (٢). وكان قد سمع بعض الفتاوى الخاصة عن الصادق عليهالسلام بعنوان عالم «أهل البيت» فأتى المدينة والتقى به وتعرّف على أمره وإمامته ودان بحبّه حتّى مات ، كما فيما يلي :
ابن السائب والإمام الصادق عليهالسلام :
روى الكليني بسنده عن الكلبي النسّابة (محمّد) : أنّه ما كان يعرف من أمر الإمامة شيئاً وإنّما كان سمع بعض الفتاوى الخاصة عن الصادق عليهالسلام بعنوان عالم «أهل البيت» فأحبّ أن يتعرّف عليه ، فأتى المدينة ودخل المسجد فرأى فيه جماعة من قريش فسألهم عن عالم «أهل البيت» فقالوا : عبد الله بن الحسن! فأتى منزله واستأذن عليه فخرج إليه وقال له : ادخل ، فدخل وسلّم عليه فسأله : مَن أنت وما حاجتك؟ قال : أنا الكلبي النسّابة وقد جئت أسألك ، فقال له : أمررت بابني محمّد! قال : بدأت بك. قال : سل. فقال : ما يقول الشيخ في المسح على الخفّين؟ قال : قد مسح قوم صالحون! ونحن «أهل البيت» لا نمسح! قال : ما تقول في أكل الجرّي أحلال هو أم حرام؟ قال : حلال : إلّاأنا «أهل البيت» نعافه! قال : فما تقول في شرب النبيذ؟ قال : حلال : إلّاأنا «أهل البيت» لا نشربه! قلت : أخبرني عن رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء؟! قال : تبين بعدد رأس الجوزاء (الثلاثة) والباقي وزر وعليه عقوبة! فقام وخرج من عنده.
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢٩٨.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٧٨.