ومن جدك! وكذا محمد بن علي بن الحسين أُمه أُم ولد (كذا!) وما كان فيكم مثله ولا مثل ابنه جعفر وأُمه أُم ولد (كذا!). وأما قولكم : إنكم بنو رسول الله صلىاللهعليهوآله فالله يقول : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ (١)) وأنتم بنو ابنته وهي لا تحوز «الميراث» مع «العصبة» (٢).
مواجهة الحسني والعباسيّين :
مرّ الخبر أن عيسى بن موسى العباسي عمّ المنصور حمل معه محمّد بن زيد بن علي ، والقاسم بن الحسن بن زيد ، فلمّا وصل منزل فيد قبل المدينة ، كتب كتاب أمان لمحمد الحسني ولأهل المدينة معه ، وبعث به مع هذين. وكان محمّد الحسني قد أشاع فيهم موت المنصور ليجرّيهم على القيام معه. فلمّا وصل هذان إلى المدينة تقدم محمّد بن زيد فناداهم : والله لقد تركت أمير المؤمنين حياً! وهذا عيسى بن موسى قد أتاكم يعرض عليكم الأمان. وتكلم القاسم بن الحسن بمثل ذلك. فقال أهل المدينة : قد خلعنا أبا الدوانيق! وعكس الأمر محمّد الحسني فكتب إلى عيسى يدعوه إلى طاعته ويعطيه الأمان!
وحين دنا عيسى العباسي من المدينة قال محمّد لأهل المدينة : أشيروا عليَّ في الخروج من المدينة أو المقام بها. فاختلفوا عليه ، فترك الخروج وأقام ، فخندق على المدينة على خندق النبي صلىاللهعليهوآله ، وخندق على أفواه السكك.
__________________
(١) الأحزاب : ٤٠.
(٢) الكامل للمبرّد ٢ : ٣٨٣ ـ ٣٨٥ وأنساب الأشراف ٢ : ٩٩ ـ ١٠٥ ، الحديث ١٠٦ وبهامشه مصادر أُخرى وتعليقات قيّمة ، وتذكرة الخواص ٢ : ٨٣ ـ ٩٠ وبهامشه مصادر أُخرى وتعليقات حقة.