الصادق عليهالسلام بوصف المهدي بالعدل والسخاء ، ولعلّه أنكرها سرّاً ، بل لعلّ قائلها أقرّ له بكذبه كما أقرّ في هذا الخبر. بل لعلّ الكاظم عليهالسلام هو الذي أشار على المهدي برفع بناء المقاصير من المساجد الجوامع ، وتقصير منابرها بمقدار منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله كما مرّ خبرها.
بين الكاظم عليهالسلام وأبي يوسف :
يظهر من خبر للصدوق : أن القاضي أبا يوسف كان مع المهدي العباسي ، ولعلّه كان في هذه السفرة حيث قال للإمام : اريد أن أسألك عن شيء. قال : هات. قال : ما تقول في التظليل للمُحرم؟
قال : لا يصلح. قال : فيضرب خباءه فيدخل فيه؟ قال : نعم. قال : فما فرقٌ بين هذا وذاك؟
فقال الكاظم عليهالسلام : ما تقول في الطامث تقضي الصلاة؟ قال : لا. قال : فتقضي الصوم؟ قال : نعم. قال : ولِمَ؟ قال : إنّ هذا جاء هكذا. فقال الإمام : وكذلك المحرم ، فأُسكت أبو يوسف فقال له المهدي : ما أراك صنعت شيئاً! قال : يا أمير المؤمنين! رماني بحجّة (١).
المهدي والكعبة والمسجدان :
كانت أستار الكعبة تُجدّد دون أن يُرفع الستار السابق ، فلكثرة أستارها خاف سدنتها عليها الانهدام ، فلمّا حجّ المهدي سنة (١٦٠ ه) أنهوا إليه ذلك ، فأمر فجُردّت واقتصر على كسوته (٢).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١٥ ، الحديث ٨٨.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٢٩.