المنصور إلى العراق :
بلغ المنصور أن منصور الكلابي وثب ببني كلاب في الرقّة ، فانصرف على طريق الشام إلى بيت المقدس ، ثمّ إلى الجزيرة حتّى نزل خارج الرقّة ، واسر الكلابي فأحضره وقتله ، وصار إلى الحيرة ، فحبس عبد الله بن الحسن وأهل بيته (بالهاشميّة)!
وبلغ ابنه محمّداً شدّة ما يلقى أبوه وأهل بيته في الحبس فكتب إليه يستأذنه أن يظهر حتّى يضع يده في أيديهم؟ فأرسل إليه أبوه : يا بني ، إن ظهورك يؤدّي بك إلى القتل ولا يحييني ، فأقم بمكانك حتّى يريح الله بفرج (١)!
وذكر ابن العبري : أن المنصور أخذ من أولاد الحسن بن علي اثني عشر إنساناً ورحّلهم من المدينة إلى الكوفة وحبسهم في بيت ضيق ، لا يتمكّن أحد من مقعده ، يبول بعضهم على بعض وحتّى يتغوّط ، ولا يدخل عليهم رَوح الهواء ، ولا تخرج عنهم رائحة القذارة (٢).
كان ذلك كما مرّ في مرور المنصور بعد حجّه بالربذة في أواخر سنة (٤٤ ه) أو أوائل سنة (١٤٥ ه) وبعد ستة أشهر لأول شهر رجب الحرام يظهر محمّد الحسني ويُظهر أمره ، وقد بدأ المنصور انتقاله إلى مدينته ببغداد. وبها يستقدم الصادق عليهالسلام أكثر من مرّة ، وقبلها بالحيرة والكوفة ومنها بحضور أبي حنيفة ، وعليه فنقدّم هنا بعض أخبار لقائه بالصادق عليهالسلام :
أبو حنيفة والصادق عليهالسلام :
روى الطوسي بسنده عن ابن شُبْرُمة قاضي الكوفة قال : دخلت أنا
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٠.
(٢) تاريخ مختصر الدول : ١٢٢.