لم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره ، فرفع المصحف وقال : اللهم إنّ إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمّد عليهماالسلام (١).
فلعلّه بلغه ما بلغ معاصره أبا حمزة الثمالي عند مرقد علي عليهالسلام من وصية الصادق عليهالسلام إلى الخمسة ، فتوصّل بذلك إلى مدى تقية الإمام عليهالسلام في ذلك ، وهنا يعود إلى الذاكرة ما ذكره الصدوق قال : وهل يفعل الفقيه المتدين عند «إبهام» الأمر عليه إلّاما فعله زرارة؟!
بل إنّما هذا هو المردّ الوحيد لحمل فعل زرارة الفقيه على الصحيح ، وإلّا فحتّى بغضّ الطرف عن خبر النعماني ، وخبر الصدوق عن الرضا صلىاللهعليهوآله المؤيد له.
ففي باب النصّ على أبي الحسن موسى عليهالسلام في «الكافي» نجد ست عشر خبراً ليس فيها خبر عن زرارة بل عن آل أعيَن ، إلّاأن أكثر من عشرة منها عن الكوفيين : ثلاثة عن الفيض بن المختار الجعفي (مولاهم) الكوفي : الخبر الأول والتاسع والأخير ، واثنان منها عن المفضل بن عمر الجعفي (مولاهم) الكوفي ، الخبر الرابع والثامن ، واثنان منها عن صفوان بن مهران الجمال الأسدي (مولاهم) الكوفي ، الخبران ٦ و ١٥ ، والأخير يشمل منصور بن حازم الكوفي أيضاً ، والخبر الثالث عن عبد الرحمن بن الحجّاج الكوفي ، والخبر ١١ عن يعقوب السرّاج الكوفي ، والخبر ١٢ عن سليمان بن خالد الكوفي الكندي مولاهم الأقطع (٢) فهؤلاء سبعة كوفيين رواة النصوص على الكاظم عليهالسلام ، فكيف خفيت على زرارة ومن حوله ومن حضره منهم؟!
نعم روى الكشي بسنده عن إسماعيل بن عامر الكوفي أنّه لما دخل على
__________________
(١) كمال الدين : ٧٤ ـ ٧٥.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٣٠٧ ـ ٣١١.