الصادق عليهالسلام وعدّد لديه أئمته حتّى انتهى إليه قال له : وإسماعيل من بعدك! فقال له : أما ذا فلا! وروى إسماعيل ذلك لحمّاد بن عثمان فسأله : ما دعاك إلى ذلك؟ قال : أمرني به المفضّل بن عمر (١)!
إلّا أن الكشيّ روى عن حمّاد هذا : أن المفضّل كان قبل قتل أبي الخطاب وأصحابه يقول معهم بذلك! فلمّا عاتبه الصادق عليهالسلام على ذلك عتاباً أكيداً شديداً عاد عن ذلك (٢) حتّى أنّه لما مات إسماعيل عزّاه الصادق به (٣) وبعده روى عن الكاظم عليهالسلام (٤) وكان بابه (٥) بل وكيلاً عنه كما كان قبله وكيلاً عن أبيه الصادق عليهالسلام بعد مقتل أبي الخطاب ، كما مرّ.
ومن وكالته عن الكاظم عليهالسلام : ما رواه الطوسي عن موسى بن بكير خادم الكاظم قال : لم أكن أرى شيئاً يصل إليه إلّامن ناحية المفضّل ، ولربما رأيت الرجل يجيء بالشيء فيقول له : أوصله إلى المفضّل. منهم هشام الأحمر قال : حملت أموالاً إلى المدينة إلى الكاظم عليهالسلام فقال لي : ردّها فادفعها إلى المفضّل بن عمر ، فرددتها حتّى حططتها على بابه (٦).
هذا ، وقد وضح الصبح لذي عينين حسب الخبر السابق عن هشام الجواليقي بعد حدود شهر واحد من وفاة الصادق عليهالسلام لموسم الحجّ لتلك السنة (١٤٨ ه) ولأوائل سنة (١٤٩ ه) مات الأفطح ، كما في خبره. وقد أرّخ النجاشي
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣٢٥ ، الحديث ٥٩٠.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٣٢١ ، الحديث ٥٨١.
(٣) أُصول الكافي ٢ : ٩٢ ، الحديث ١٦ باب الصبر.
(٤) رجال الطوسي : ٣٦٠ برقم ٢٣.
(٥) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٥٠.
(٦) الغيبة للطوسي : ٣٤٧ ، الحديث ٢٩٨ ـ ٢٩٩.