ولم يستثن في شعره! فقال له الهادي : ويلك ، إلّامَن؟ ففكّر الشاعر وقال :
إلّاالنبيّ رسولَ الله ، إنّ له |
|
فضلاً ، وأنت بذاك الفخر تفتخر |
فقال له : الآن أصبت وأحسنت! وأمر له بخمسين ألف درهم.
ونقل الصولي بسنده عن المطلّب المُرّي : أنّهم قدموا على الهادي شهوداً على رجل شتم قريشاً وتجاوزهم إلى ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأحضر الفقهاء وأحضر الرجل وشهدوا عليه ، فتغيّر وجهه ثمّ روى عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس قال : من أراد هَوان قريش أهانه الله! ثمّ قال للشاتم : وأنت تخطّيت إلى ذكر النبيّ عليه الصلاة والسلام! ثمّ حكم بقتله (١) ولم ينتظر فتاوى وأحكام الفقهاء ولا أبا يوسف!
خروج الحسين الحسني :
روى الأموي الزيدي باسناده قال : كان سبب خروج الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى عليهالسلام : أنّ موسى الهادي ولّى المدينة إسحاق بن عيسى بن علي العباسي ، فاستخلف عليها عبد العزيز العُمري من ولد عمر بن الخطاب ، فأفرط في التحامل على الطالبيّين حتّى أخذ كل واحد منهم بكفالة قريبه ونسيبه! فجعل الحسن بن محمّد بن عبد الله المحض في ضمان عمّه يحيى بن عبد الله المحض والحسين بن علي الحسني ، وطالبهم بالعرض كل يوم في المقصورة ، وولّى عليهم للعرض أبا بكر بن عيسى الحائك من موالي الأنصار! فكان عليهم أن يجتمعوا في مقصورة المسجد النبوي حتّى يأتي هذا المولى فيستعرضهم.
ففي يوم جمعة حبسهم في المقصورة إلى العصر ثمّ عرضهم فكان الحسن بن محمّد الحسني غائباً منذ ثلاثة أيام ، فقال ليحيى والحسين : لتأتيانّي به أو لأحبسنّكما!
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٣٩ ـ ٣٤٠ والصلاة بَتراء!