وكأنّ رفعه للعن علي عليهالسلام استتبع أنّ بلغه أن قوماً تنقّصوا منه لذلك ، فخطبهم وقال : حدّثني غزال بن مالك الغِفاري عن امّ سلمة قالت : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه (وحادثه) فتبسّم ضاحكاً. فسألته : ما أضحكك؟ قال : «أخبرني جبرئيل أنّه مرّ بعليّ وهو نائم قد بدى بعض جسده قال : فرددت عليه ثوبه ، فوجدت برد إيمانه وصل إلى قلبي» (١).
وكأنه بولغ لديه في زهد بعض الصحابة فقال : ما علمنا أحداً في هذه الامة بعد النبي صلىاللهعليهوآله كان أزهد من علي بن أبي طالب (٢).
فدك وفاطمة عليهاالسلام والمظالم :
كما روى عمر بن عبد العزيز الحديث النبوي في ولاية علي عليهالسلام ، كذلك روى حديثه في ابنته فاطمة عليهاالسلام لبني امية ولعمرو بن قيس السكوني (٣) الكندي قائد الصائفة في جماعة من أهل أنطاكية (٤) لما وصلوا إليه وعاتبوه على عزمه على ردّ فدك على ولد فاطمة عليهاالسلام قال لهم :
إنّكم جهلتم وعلمت ، ونسيتم وذكرت ؛ إنّ أبابكر بن محمّد بن عمرو بن حزم حدّثني (يوم كنت بالمدينة) عن أبيه محمّد بن عمرو ، عن جده عمرو بن حزم الأنصاري : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «فاطمة بَضعة منّي! يسخطني ما أسخطها ويرضيني ما أرضاها» وإنّ فدك كانت صافية على عهد أبي بكر ، ثمّ صار أمرها
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٢٦٩ عن النطنزي والخطيب الخوارزمي.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ١٠٨ ـ ١٠٩ عن كتاب اللؤلؤيّات.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٠٨.
(٤) تاريخ خليفة : ٢٠٤ ، وفي الشافي ٤ : ١٠٢ ، وتلخيصه ٣ : ١٢٨ : أهل الكوفة! غلطاً.