فقال له عمر : أشهد لقد سمعته ووعيته فصدقت وبررت! ثمّ قال لزوجها : يا رجل خذ بيد امرأتك ، فإن عرض لك أبوها فاهشم أنفه! فمضى الرجل بامرأته. وكأنّما ألقم بني امية حجراً. وكتب بذلك إلى ميمون بن مهران (١).
والخبر عن الكلبي الكوفي النسّابة (م ٢٠٤ ه) ومع ذلك لم ينسب الرجل من ولد عقيل من هو؟ ولا اريد بذلك أن اشكّك في صحّة الخبر ، إلّاأنّ الحديث النبويّ فيه شاذّ غريب ، وبمعناه الحديث الطير المشويّ المستفيض ، فكان البرهان به أقوى وأولى. ومع ذلك لا نجد أيّ تعقيب عليه من الأمويين الحاضرين. ولا أظنّ بالكلبيّ شيئاً ، أجل أحتمل أن يكون عمر قد افتعل الخبر لأمر خير.
ونلفت النظر إلى أنّ عمر أفاد من الخبر أنّ علياً عليهالسلام خير هذه الامة ليس فحسب ، بل وأولاها برسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإن لم يكن الخبر هذا نصّاً جليّاً فيه فقد روى عنه النصّ الجليّ فيه :
فقد روى الأمويّ الإصفهاني مسنداً عن يزيد بن عيسى بن مورق الهاشميّ بولاء جدّه مورق لعليّ عليهالسلام ما يشير إلى معرفته بولاء عمر لعلي عليهالسلام قبل ولايته ، قال : لمّا ولى عمر بن عبد العزيز دخلت عليه في قرية خناصرة (٢) ، فسألني : مَن أنت؟ قلت : مولى علي! فوضع يده على صدره وقال : أنا والله مولى علي! ثمّ أسند فقال : أشهد على عدد ممّن أدرك النبيّ صلىاللهعليهوآله كانوا يقولون : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٣).
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي عن الكلبي ٢٠ : ٢٢٢ ـ ٢٢٥.
(٢) الخناصرة : قصبة كورة من أعمال حلب نحو البادية تحاذي قِنّسرين ، كما في معجم البلدان.
(٣) الأغاني ٨ : ١٥٦.