وأحاطوا به ، واقتتلوا قتالاً شديداً حتّى حال بينهم الليل ، فبات المسلمون يحيون ، وهرب الخاقان وانصرف الخزر ، فاستخلف مَسلمة عليهم مروان بن محمّد بن مروان وقفل راجعاً ، فلمّا هل المحرّم لسنة (١١٤ ه) عزله هشام وولّى مروان (١).
والجُنيد المُرّي على سمرقند والسند :
وقبل هذا كان هشام ولّى الجُنيد بن عبد الرحمن المُرّي على سمرقند وغزو طخارستان (١١٢ ه) ، فولّى الجنيد سورة بن أبجر الدارمي على سمرقند ، وخرج هو غازياً إلى طخارستان ، فجاش الترك هناك وخرجوا إليه بخاقانهم حتّى التقوه قبل سمرقند فاقتتلوا قتالاً شديداً حتّى أمسوا فتحاجزوا ، كتب الجُنيد إلى سورة يأمره بالمسير إليه فأتاه فلقيه الترك فقاتلوه حتّى قتلوا عامّة جيشه ، ثمّ لقيهم الجُنيد فقاتلهم فهزموا ، ومضى الجُنيد حتّى دخل سمرقند (٢).
وأقام الجُنيد مدّة ثمّ غزا الكيرج في السند فهرب الراه ملك الكيرج ، فافتتحها الجُنيد وغنم وسبى ، ثمّ وجّه عماله إلى بلاد المرمذ والمندل ودهنج والبروص وسُرَست والبيلمان ومالبه ، وغيرها من البلاد ، وعظم أمره ببلاد السند ثمّ صار إلى أرض الصين ووقف على أوّل حصن فيه ودعى ملكه إلى الإسلام فأبى فقاتله ورمى حصنه بالنفط والنار ، ولم يزل يقاتله حتّى طلب الصلح فصالحه.
وجاء فيج (پيك / بريد) من الروم إلى هشام يخبره أن المسلمين أسروا عدداً منهم ومعهم أبقاراً وحميراً ، فكتب هشام بذلك إلى الجُنيد! فكتب الجُنيد إليه : إنّي نظرت في ديواني فوجدت ما أفاء الله عليَّ : ستّمئة وخمسين ألف رأس من السبي! وحملت ثمانين ألف ألف درهم ، وقد فرّقت في الجند أمثالها مراراً!
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٢٢ ، ٢٢٣.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٢٠.